بالأرقام: منطقة الأورو على صفيح ساخن

0
326

 

ومنطقة الأورو هي مجموعة دول الاتحاد الأوروبي التي تتعامل بالأورو كعملة موحدة. ومن مجموع 28 دولة في الاتحاد الأوروبي، استبدلت 19 دولة عملتها الوطنية، آخرها ليتوانيا بالعملة الموحدة. تعدّ منطقة الأورو القوة الاقتصادية الثانية بعد الولايات المتحدة التي تتعامل بالدولار الأمريكي، إلا أن المنطقة تشهد تراجعا في معدلات النمو وركودا اقتصاديا بسبب تبعات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

وفي وقت اعترفت فيه كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في مارس 2023 بأن التضخم الأساسي في منطقة العملة الأوروبية الموحدة الأورو سيظل مرتفعا على المدى القريب، ومن ثم فإن رفع البنك لسعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أصبح أكثر ترجيحا بشكل متزايد، وهو ما تم في 17 مارس، حيث رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 3.5%، وقد رفع البنك المركزي الأوروبي بالفعل الفائدة بثلاث نقاط مئوية منذ جويلية 2022.

كريدي سويس وهاجس الأزمة المالية

على الرغم من إنجاز أكبر صفقة اندماج في القطاع المصرفي منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008، بعد استحواذ بنك “يو بي إس” أكبر بنك في سويسرا، على “كريدي سويس” بدعم من الحكومة والبنك الوطني السويسري، إلا أن المخاوف المتعلقة بأزمة البنوك في البلاد ظلت تلوح في الأفق، ما طرح تساؤلات لدى المستثمرين حول تداعيات الأزمة على موثوقية السياسات المصرفية المعتمدة، واحتمالات اتساع الأزمة المصرفية، ومخاوف متزايدة من انتقال عدوى انهيار البنوك إلى أوروبا، على خلفية إقبال المستثمرين على شراء الذهب.

رتدادات أزمة الطاقة

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فيفري 2022، واصطفاف دول أوروبا على وجه الخصوص مع الجانب الأوكراني، ظهرت أزمة كبيرة لدى معظم الدول التي تعتمد على روسيا في تلبية احتياجاتها من الطاقة، وذلك لأن الغاز الروسي هو المصدر شبه الرئيسي لتوليد الكهرباء واحتياجات الطاقة لدى تلك الدول. وتعتمد جلّ الدول الأوروبية تقريبا على الغاز الروسي بصورة متفاوتة، تتراوح بين 55 في المائة لألمانيا و40 في المائة لإيطاليا وفرنسا بـ25 في المائة ودول أوروبية تتراوح نسبها ما بين 45 و80 في المائة.

برلين أطفأت الأنوار.. لندن تضبط استهلاك الكهرباء وباريس تبنت برامج ترشيد

تجلت أزمة الطاقة التي عرفتها أوروبا في ارتدادات مباشرة على السكان، إثر القيود التي أعلنتها الحكومات الأوروبية، وفي أعقاب قرارات الحد من الإمدادات الطاقوية الروسية. ففي صيف 2022، شهدت مدن أوروبية تدابير وإجراءات تقييدية مثل تقييد تدفئة المباني العامة، وإيقاف الماء الساخن في الحمامات العمومية والحمامات في المباني العامة. ففي العاصمة برلين مثلا وفي أوت 2022، قرر عمدتها إطفاء الأنوار عن المعالم السياحية والنصب التذكارية، والتي يبلغ تعدادها 200، بما فيها القصر الرئاسي وعمود النصر.

وفي فرنسا، أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي أغنيس بانيير روناتشر، عن خطة الحكومة لتخفيض استهلاك الغاز، والتي تشمل حظر الإعلانات المضيئة في الليل، باستثناء محطات القطارات والمطارات، ومنع المتاجر من إبقاء الأبواب مفتوحة عند تشغيل التكييف أو التدفئة.

وفي إيطاليا، أعلن وزير الانتقال البيئي روبرتو سينجولاني، العمل على حملة إعلامية، تهدف إلى إقناع الإيطاليين باستهلاك كميات أقل من الكهرباء والغاز، وكذلك للحفاظ على المياه أثناء الجفاف الصيفي. أما بالنسبة لإسبانيا، فقد تم فرض درجة حرارة 27 مئوية كدرجة قصوى للتكييف في المتاجر والعديد من الأماكن المغلقة العامة، كذلك إلزام المتاجر بإطفاء أنوار نوافذ العرض في الساعة العاشرة مساء، وألزمت المباني الحكومية أيضاً على إيقاف الإضاءة الخارجية، فيما قررت لندن ترشيد استهلاكها الطاقي.

اضطرابات اجتماعية

واجهت الدول الأوروبية موجة من الاحتجاجات والإضرابات التي عكست مؤشرا لأزمة اقتصادية، ففي مارس 2023، تعرضت ألمانيا لإضرابات وصفت بأنها الأكبر منذ عقود، وأدى ذلك إلى تعليق العمل في اثنين من أكبر مطاراتها، إضافة إلى إلغاء رحلات المسافات الطويلة، بسبب إضراب نحو 30 ألفا من العاملين في السكك الحديدية.

بالمقابل، شهدت فرنسا احتجاجات وإضرابات رفضا لتعديل قانون يرفع سن التقاعد إلى 64 عاما، وشارك في الاحتجاجات أكثر من مليون شخص، وتسببت في إلغاء رحلات قطارات فائقة السرعة، ووصلت إلى إغلاق الطرق المؤدية لبعض المطارات الكبرى.

كما شملت إضرابات بريطانيا قطاعات حساسة، نتيجة للتضخم والركود الاقتصادي، أبرزها إضرابات موظفي الإسعاف وأطقم التمريض والعاملين في السكك الحديدية، كما شملت قطاعات البريد والتعليم وسائقي الحافلات. ويعدّ إضراب الأطباء الأبرز في بريطانيا، على خلفية مطالب رفع الأجور للأطباء المبتدئين وتحسين ظروف العمل.

كما اندلعت الاحتجاجات والإضرابات في اليونان، بسبب الأوضاع الاقتصادية، ووصلت ذروتها في مارس الماضي، عندما خرج عشرات الآلاف في العاصمة أثينا وعدة مدن أخرى للاحتجاج على كارثة تصادم قطارين، وتسبب ذلك في توقف حركة القطارات وخدمات النقل في ذلك الحين.

وبصورة عامة، تشترك معظم الإضرابات في أنها تطالب بتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور، وتهدف إلى إظهار رفض الأوضاع القائمة للعاملين من أجل التفاوض مع الحكومات لحلّ مشاكلهم.

فايبر أنا الجزائر… أخبار أكثر شاهد أكثر

 

أترك تعليق