
بعد سباق التسلح والحرب الدبلوماسية.. المغرب والجزائر يلتقيان في انتقاد فرنسا ويتنافسان في إنتاج لقاح كورونا

في ظل التشنج والتوتر الذي يطبع العلاقات بين المغرب والجزائر وخاصة المواجهات الدبلوماسية، يلتقي البلدان في مواقف سياسية مشتركة، وإن كانت نادرة، مثل انتقاد سياسة فرنسا تجاه الهجرة، كما يتنافسان في قطاعات ذات نفع وذات طابع استراتيجي، مثل إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد-19.
وتميزت الشهور الأخيرة بتوتر خطير بين المغرب والجزائر، حيث تلقى الأزمة بينهما اهتماما ملحوظا من وسائل الإعلام العربية والدولية علاوة على المحلية، التي تخوض حربا شرسة في الهجوم والتهجم يصل إلى السب والقذف. ولعل أبرز عناوين الأزمة هي المواجهة بشأن نزاع الصحراء، ثم الإجراءات المضادة مثل قطع العلاقات وأخبار سباق التسلح من صواريخ وطائرات وغواصات.
ووسط كل هذا، التقى البلدان هذا الأسبوع في توجيه انتقادات إلى القوة الاستعمارية السابقة فرنسا؛ بسبب سياستها الجديدة في مجال الهجرة، إذ قررت باريس يوم الثلاثاء الماضي، تخفيض التأشيرات إلى النصف لكل من المغرب والجزائر، والثلث لتونس، وذلك تحت ذريعة عدم التزام هذه الدول باستقبال مواطنيها المرحّلين من فرنسا؛ لأنهم يقيمون بطريقة غير قانونية أو تورطوا في الإجرام المنظم أو عليهم شبهات بالإرهاب.
وكان المغرب سبّاقا إلى التحفظ على القرار الفرنسي، في تصريحات لوزير الخارجية ناصر بوريطة الثلاثاء الماضي، معتبرا أن القرار يعكس مشاكل فرنسية داخلية، في تلميح إلى توظيفه مع قرب الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن “القرار غير مبرر”. وبدورها رفضت الجزائر القرار الفرنسي، واستدعت يوم الأربعاء السفير الفرنسي، وأعربت عن احتجاجها ضد هذه السياسة الجديدة في مجال الهجرة.
وفي مجال آخر، وبروح التنافس الإيجابي بعيدا عن الصراع العسكري والحرب الدبلوماسية، يخوض البلدان سباقا لإنتاج اللقاح المضاد الكوفيد-19، فقد شرعت الجزائر في إنتاج الجرعات الأولى ابتداء من هذا الأسبوع لضمان الحاجيات المحلية ثم البدء في التصدير.
بدوره يستعد المغرب خلال الأسابيع المقبلة للبدء في تصنيع الجرعات الأولى. واختار الأخير لقاح “سينوفارم” بينما اختارت الجزائر لقاح “كورونافاك”، وكلاهما من الصين. ويتنافس البلدان لتحويل اللقاح إلى أداة استراتيجية، حيث يؤكدان على رغبتهما في الريادة في القارة السمراء لتوزيع اللقاح على الدول الإفريقية لاسيما المتضررة من التوزيع غير العادل لهذا الدواء، علما أن مصر حققت سبقا عليهما في هذا المجال، وقطعت شوطا بإنتاج لقاح كورونافاك منذ يوليوز/ تموز الماضي وتنوي بدورها التصدير للدول الإفريقية.
القدس العربي