فنجان قهوة واحد ما عاد يكفي!!!

0
328

نهضت باكرا اليوم… على غير العادة تأخرت في احتساء فنجان قهوتي.. على الرغم من أنه الفاتح من أكتوبر!!!.

نعم من شدة التعب والألم والوجع يفارقني النوم.. على غير كل الناس!!!؟؟؟


في الجنوب الجزائري الحبيب وجع.. وفي قلبي ومع كل رشفة من فنجان قهوتي حسرتي وألمي.. الوباء والعدوى ورائحة الموت غيرت الطعم المر لقهوتي… لماذا أشرب اليوم أيضا فنجانا واحدا رغم أنه بداية شهر أكتوبر؟!.
مرارة قهوتي من مرارة الأخبار والصور والفيديوهات التي تكتسح شاشة هواتفنا.. مات الطالب “برتال تقي الدين” بعمر الزهور وهو الحاصل على أحسن معدل نجاح شهادة بكالوريا في باتنة والسابع وطنيا.. ولم تكتمل فرحته بأن يزاول دارسته بالجامعة ولو يوما واحدا ويرتشف فنجان قهوة طعم الانتصار في كافيتيريا الجامعة… كل هذا والألم صوته صار عاليا من فلسطين ولبنان وحيث الصراعات والمجاعة في إفريقيا.. كل هذا ولا أعلم هل سأكتفي بفنجان واحد من القهوة رغم أنه الفاتح من أكتوبر.
في العادة وعلى مدار كل صباحات السنة ماعدا شهر رمضان طبعا أرتشف فنجان قهوة مر… بلا سكر.. نعم أنا من كان يعشق فنجانا مشبعا بثلاثة ملاعق من أحد الأبيضين.. صار مذنذ ثلاث سنوات يحتسي القهوة المرة… لقد تعلمت بل أدركت أن ما هو مر في الطبيعة لا يمكن له إلا أن يشرب مر… كما البشر لا يمكن لك أن تغير طبعهم المر أو الخشن والفاسد ببعض كلامهم الزائف فسيبفقون كمرارة طعم القهوة ولو زادوا من نفاقهم وأراتدوا ثوب النفاق!!!. كل هذا لا يزال في من طبعهم وهم يظهرون لك حلاوة لسنهن في وجهك ومرارة حقيقتهم وحقدهم في ظهرك… المر مر ولو أظفت له كيلوغراما من السكر!!؟… كل هذا يحدث وأنا لا زلت أحتسي فنجان قهوتي المر.. ولا أدري إن كنت سأكتفي في هذا الفاتح من أكتوبر بفنجان واحد من القهوة لليوم…!!
اليوم يوم جديد… وجاء معه شهر جديد.. وفي تصنيف الأيام على قول هذا الزمن.. يصادف هذا الثلاثاء اليوم العالمي للقهوة… وفي عادات هذا اليوم في كل المقاهي تمنح كؤوس القهوة مجانا…!!!
وفي زيف هذا العالم والخيبة العربية… يكيفيني فتجان واحد من القهوة… على عهد كل أيامي يحافظ جسدي وفكري على توازنهما بفنجان واحد من هذا المشروب الأسود عندنا والأخضر عند أغلبية الشعوب الخليجية الذين لا يفضلونها محمصة أو مقلية.
فنجان قهوة أظنه سيكفي ليخبرني عن كل خيبة المسؤول في الجنوب وفي قطاع الصحة عن الملاريا التي لا زالت تقتل.. فنجان قهوة سيكفي لأرضى كما غالبية الجزائريين بأن نبقى صامتين ولا نتكلم… لأن من يرتشفون فنجان قهوتهم في مكاتب القادة والساسة يريدوننا أن ننشغل بشعر كيلوغرام القهوة وغلاء السردين والبطاطا وندرة شكولاطة الطلي المرجان…!؟؟؟ أووووووف… إنسكب كوب القهوة!!؟؟؟…
بقلم: زبير فاضل
Fadelzoubir@yahoo.fr

 

ads-image

أترك تعليق