أول مسابقة في الرياضيات بالجزائر

0
968

تشهد الجزائر العاصمة، اليوم، الطبعة الأولى من المسابقة الوطنية للتسجيل في السنة التحضيرية للمدارس الفرنسية الكبرى، في تخصص الرياضيات، والأولى من نوعها بالجزائر، رغم وجودها، منذ سنوات، في دول المغرب، تونس، الغابون، ساحل العاجل وغيرها من الدول، حسب ما أعلنته رئيسة الجمعية الجزائرية لترقية تدريس الرياضيات وتكنولوجيا الإعلام، الدكتورة سامية مها الدين، المنظمة للمسابقة.

وانبثقت هذه المسابقة، حسب الدكتورة مها الدين صاحبة أول دكتوراه في الجزائر في تعليمية الرياضيات في تقييم البرامج للإصلاحات الثلاث، المنضومة 83 “2003-2016″، عن مشروع شراكة بين الجمعية الجزائرية لترقية تدريس الرياضيات وتكنولوجيا الإعلام، وجمعية مماثلة بمدينة فيبوناتشي الفرنسية، وهي جمعية الجزائريين المقيمين في فرنسا يؤطرها ثلة من الأساتذة والإطارات المختصين في مادة الرياضيات، وهذا لاختيار 3 أحسن طلبة في مجال الرياضيات والفيزياء، للتسجيل في السنة التحضيرية للمدارس الفرنسية الكبرى”.

تكوين الطلبة ليصبحوا مكونين لنظرائهم في الجزائر

وقالت المتحدثة أن الهدف من إرسال الطلبة لفرنسا لتكوينهم أحسن تكوين مع دعمهم والتكفل بكافة المستحقات الخاصة بدراستهم، التي تدوم ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، مقابل أن يقوموا، كل سنة، بتكوين 60 طالبا آخرين في الجزائر، وفق ما تنص عليه اتفاقية تبرم معهم قبل بداية التكوين، لكي يتم بهذه الطريقة إحضار التكنولوجيا إلى الجزائر، وتكوين أكبر عدد ممكن من الطلبة وفق كل المستحدثات العلمية العالمية.

وحسب المتحدثة، فإن المسابقة ستتم يوم الجمعة في دار الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، من العاشر صباحا حتى الثالثة زوالا، وسيشارك فيها 21 طالبا في الأقسام النهائية في الطور الثانوي، من شعب علوم رياضيات، وتقني رياضي، إلى جانب طلبة سنة أولى جامعي، من الذين لم يوفقوا في اختيار شعبة يدرسونها ووجدوا أنهم قد يبرعون في مجال الرياضيات، حيث تتوفر في هؤلاء جميعا شروط المسابقة، علما أن المعدل المشروط هو 16 من 20 وقد تم انتقاؤهم، حسب المتحدثة، من بين 196 مشارك.

وبعد الإعلان عن النتائج سيتم تقديم العشرة الأوائل لمقابلة انتقاء، للنظر في مدى قوة شخصية المتسابق، ومدى تحمله عبء المسؤولية الملقاة على عاتقه، ومدى تعلقه بالوطن، لضمان إفادته أبناء وطنه.

وأكدت الدكتورة مها الدين، أن مثل هذه المسابقات التي ستؤهل الكثير من الطلبة والتلاميذ للمشاركة في مسابقات دولية أخرى، خاصة أنها تهتم بالتركيز على التركيبات المنطقية للرياضيات وبناء المهارات التطبيقية وليس معرفة الصيغ والمعادلات الرياضية، من خلال حل مسائل تتطلب تنمية مهارات الإبداع والتحليل النقدي وتطبيق المفاهيم الرياضية وربطها بالحياة اليومية.

أدمغة تستوجب التأطير والمرافقة

من جهة أخرى، أكدت المتحدثة أن فائزين اثنين الحاصلين على الميدالية الذهبية والميدالية البرونزية في مسابقة “ألكسو” المقامة، الأسبوع المنقضي بتونس، كانوا من بين الفائزين الثلاث الذين شاركوا في فعاليات الطبعة الثانية للمسابقة الدولية الكانڨارو التي تعد من أكبر المسابقات الدولية في مادة الرياضيات، المقامة في قسنطينة، شهر ماي الماضي، بمشاركة 1000 متسابق من 28 ولاية جزائرية منهم 21 متسابقا من عاصمة الشرق.

علما أن هذه المسابقة كانت قد أقيمت في أكثر من 70 دولة، بمشاركة نحو 6 ملايين طالب وطالبة، والتي استهدفت الطلبة من الصف الأول ابتدائي وحتى الثالث الثانوي، لاقت، حسب المتحدثة، استحسانا كبيرا من طرف المشاركين فيها ومن طرف أوليائهم.

عما أنها وأعضاء جمعيتها، ومن خلال المشاركة في هذه المسابقات، يسعون لتوسيع دائرة المشاركة لأكبر عدد ممكن من التلاميذ لخوض غمار هذا النوع من المسابقات الرياضياتية، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى تقريب التلميذ من هذه المادة الهامة، وتحبيب التلاميذ وتعويدهم على التفكير الرياضي والمنطقي، خاصة بعدما غدا أغلب التلاميذ، مؤخرا، ينفرون كثيرا من هذه المادة، مؤكدة أن الرياضيات جد مهمة، وخاصة أنها تستخدم في نواحي الحياة المختلفة وتقوم بتنشيط العقل وتقويته ذهنيا.

وأضافت الدكتورة أن فوز الطلبة الجزائريين في مسابقة الرياضيات بتونس ما هو إلا دليل على “وجود مهارات قيمة وأدمغة لامعة بين أبنائنا تحتاج فقط التأطير والتوجيه والدعم”.

للإشارة، فإن الجزائر قد احتلت المرتبة الأولى عربيا في منافسة أولمبياد الرياضيات العربي، التي تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” مرة كل سنتين.

وجاء في بيان وزارة التربية الوطنية الصادر، أن بلادنا “شاركت في الطبعة الثالثة من هذه المنافسة العلمية بفريق متكون من أربعة تلاميذ من مرحلة التعليم الثانوي، والتي احتضنتها الجمهورية التونسية الشقيقة، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 19 ديسمبر 2022.

وكان الفوز حليف الجزائر من بين 16 دولة عربية مشاركة بحصولها على ثلاث ميداليات ذهبية وميدالية برونزية، حيث تم تسجيل “تميزو انفراد التلميذ محمد وسيم مدور، من ثانوية رابح بيطاط بولاية الجزائر على المستوى العربي، بحصوله على العلامة الكاملة في جميع مسائل الاختبار وابتكاره حلولا جديدة لم يسبق العمل بها، حيث تمت الإشادة بذلك خلال الإعلان عن النتائج النهائية”.

وقد عقدت المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم- ألكسو “إدارة التربية”، الدورة الثالثة من أولمبياد الرياضيات العربي يوم الخميس 15 ديسمبر 2022 “عن بعد”، بمشاركة 60 طالبا من المتفوقين في الرياضيات من 15 دولة عربية، حيث أعلن عن النتائج النهائية في حفل احتضنه الألكسو، يوم الاثنين 19 ديسمبر 2022، بداية من العاشرة صباحا بتوقيت تونس.

أترك تعليق