اجتماعات المجلس الأعلى للأمن.. ودواعي القلق!؟

0
3085

الوضع العام في الجزائر أصبح مُخيفا، ويُثير قلقا كبيرا على البلد، فهذه الاجتماعات المُتكرّرة للمجلس الأعلى للأمن، والتّي أصبحت تُعقد أكثر من اجتماعات الحكومة، تدلّ على أنّ المشاكل الأمنية باتت مُقلقة، حتّى وإنّ كانت السّلطة القائمة تُحاول إخفاءها!.

المجلس الأعلى للأمن، هو هيئة استشارية حسب ما جاء به الدّستور، فلماذا أصبحت اجتماعاته أهمّ من اجتماعات الحكومة؟! هل أصبح هذا المجلس مثل “مجلس الثورة” الذّي أنشأه بومدين بعد انقلاب 19 جوان 1965، والذّي كان في يده كلّ شيئ، وكان أهمّ من الحكومة؟! فقد كان يُقال حينها، إنّ مجلس الثّورة، قد اجتمع وقرّر كذا وكذا! وكانت الحكومة تُنفذ! ثم تعطّل هذا المجلس، فأصبح بقايا أعضائه، يجتمعون مع الحكومة ويُقررون! فكان يُقال حينها، اجتمع مجلس الثورة، والحكومة، وقرّر كذا وكذا، فكانت الحكومة، ومجلس الثورة، يُشرّعان، ويُنفّذان ما شرّعاه! حتى سنة 1976، أين تمّ وضع دستور للبلاد، وجرت الانتخابات البرلمانية والرّئاسية، لكن مجلس الثورة لم يتم حَّلهُ، وبقي يعمل بأعضائه الثّمانية حتى وفاة بومدين! وكان هذا المجلس بأعضائه، هو صاحب قرار وضع الشاذلي خلفا للرّئيس بومدين، خارج المؤسسات الدّستورية للدّولة!.

هل التّاريخ يُعيد نفسه في هذا الشأن، ويتحوّل المجلس الأعلى للأمن، الذّي حلّ بدل “المجلس الثوري” سنة 1979، رغم دوره الاستشاري في الدّستور؟! هل هذه الاجتماعات المُتكررة تُوحي بأنّ الجزائر عادت للحُكم بهذا المجلس؟! أم أن عجز المُؤسسات الشّكلية الموجودة هو الذّي دفع إلى هذا الأمر؟! فالحكومة ليست بحكومة، والبرلمان لا وجود له، والوضع الأمني يعيش أزمات مُتكرّرة، فالحدود اللّيبية على صفيح ساخن، وأكثر منه على الحدود الغربية، وتململ حادّ بالحدود الجنوبية، والوضع الدّاخلي يغلي بالمشاكل، وقضايا النّدرة تكاد تتحوّل إلى مُعضلة أمنية، وليست قضايا سلعة زّيت، وحليب، وسّكر، وبطاطا!؟ ولهذا يجتمع المجلس الأعلى للأمن، للنّظر في هذه المشاكل! لكن لماذا يجتمع هذا المجلس منقوصا من أعضائه المدنيين؟ هل للأمر علاقة بمسائل عسكرية، تستدعي عدم اطلاع الوزراء عليها، مثل وزير الدّاخلية و الخارجية، والقضاء، أم أنّ للأمر تفسير آخر؟! فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يتمّ الاعلان عن اجتماع المجلس الأعلى للأمن دون كامل أعضائه، الذّين ينص عليهم الدّستور؟! أم أنّ الأمر له علاقة بالفوضى الحاصلة في مُؤسسات الدّولة القائمة دستوريا، لكنّها لا تحكم!؟.

لماذا يعمد حُكام الجزائر الجديدة إلى توتير الرّأي العام، بمثل هذه الأخبار المُقلقة؟! هل لأنّ الوضع الأمني مُقلق فعلا، إلى حدّ إحداث ارتباكات في عمل المُؤسسات، وفق التّرتيبات الدّستورية؟! لماذا هذا العبث؟!.

 

فايبر أنا الجزائر… أخبار أكثر شاهد أكثر

أترك تعليق