
الجزائر تدخل عصر الذكاء الاصطناعي: خطوات متسارعة نحو اقتصاد رقمي واعد

أنا الجزائر: تشهد الجزائر خلال السنوات الأخيرة تحوّلاً واضحاً في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، في إطار سعيها لبناء اقتصاد رقمي حديث يواكب التحولات العالمية، ويعزّز أداء المؤسسات العمومية والخاصة على حد سواء. وبين مشاريع حكومية متقدمة ومبادرات شبابية مبتكرة، بدأت ملامح مستقبل جديد تتشكل في البلاد.
كتب: زبير. ف
تحول رقمي تقوده الدولة
وضعت الحكومة الجزائرية الرقمنة ضمن أولوياتها الاستراتيجية، وشرعت في اعتماد الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات العمومية، خصوصًا في قطاعات الصحة، النقل، الأمن، والموارد المائية.
فقد أطلقت مؤسسات رسمية منصات تعتمد على الخوارزميات الذكية لتحليل البيانات، تحسين تسيير الموارد، وتطوير أساليب التواصل مع المواطن، على غرار مراكز النداء الذكية، وأنظمة مراقبة البنية التحتية الحيوية.
كما تعمل الجامعات ومراكز البحث على إدماج الذكاء الاصطناعي ضمن مسارات التكوين، بهدف إعداد جيل من المهندسين والباحثين القادرين على تطوير حلول محلية تستجيب لخصوصيات السوق الجزائرية.
قطاع خاص يسير بخطى ثابتة
الشركات الجزائرية الكبرى بدأت بدورها في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، سواء لتحسين الإنتاجية أو لتطوير خدمات أكثر جودة لزبائنها.
فقد لجأت مؤسسات الاتصالات، البنوك، وشركات التأمين إلى استخدام الخوارزميات لتحليل البيانات، الكشف عن المخاطر، وتخصيص الخدمات، مما أسهم في تقليص فترة معالجة الملفات ورفع مستوى الأمان.
كما ظهرت شركات ناشئة يقودها شباب جزائريون، تعمل على برمجيات ذكية في مجالات مثل التعرف على الصور، تحليل البيانات الضخمة، الروبوتات، وتطبيقات الصحة الرقمية، محققة حضورًا لافتًا في الفعاليات التقنية الإقليمية والدولية.
ذكاء اصطناعي لخدمة المجتمع
إحدى أبرز مزايا تبنّي الذكاء الاصطناعي في الجزائر هي مساهمته في تحسين حياة المواطن.
ففي السنوات الأخيرة ظهرت تطبيقات ذكية تساعد في إدارة حركة المرور، توقع الطلب على المياه والطاقة، وتحسين الاستجابة لحالات الطوارئ عبر خوارزميات التنبؤ، بالإضافة إلى أنظمة تدعم جهود الحماية المدنية والشرطة في التحليل السريع للبيانات.
كما تم تطوير حلول تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تتيح للتلاميذ والطلبة تعلماً أكثر تخصيصًا وفعالية.
تحديات قائمة لكن الإرادة قوية
ورغم هذا التقدم، ما تزال أمام الجزائر تحديات تتعلق بالبنية التحتية الرقمية، نقص البيانات المهيكلة، والحاجة إلى تكوين أكبر عدد من الإطارات المختصة.
غير أنّ الإرادة السياسية، والديناميكية التي يقودها الشباب، والاستثمارات الجديدة في مراكز البيانات والحوسبة السحابية، تجعل الجزائر على أعتاب تحول رقمي عميق.
يتضح اليوم أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد توجه عالمي، بل أصبح أداة استراتيجية تعتمد عليها الجزائر لتطوير اقتصادها وتحسين حياة مواطنيها. ومع توسّع المبادرات الحكومية والخاصة، يبدو المستقبل الرقمي للبلاد واعدًا، ويضع الجزائر في مسار الدول السائرة نحو ثورة تكنولوجية شاملة.













