
الرأس الأسد يبدأ مهاجمته: “عملية الأسد النابض” تلقي بظلالها على الشرق الأوسط

إسرائيل تشن ضربات قيصرية على إيران تزامنًا مع تهديدات برد قاسٍ من طهران، وسط تحذيرات دولية من تصعيد قد يقتحم المنطقة برمتها
أنا الجزائر: في تطور غير مسبوق، شهدت الساعات الأولى من يوم 13 جوان 2025 تصعيدًا خطيرًا في الصراع الإسرائيلي الإيراني، حيث شنت إسرائيل هجومًا واسع النطاق أطلقت عليه اسم “عملية الأسد النابض”، استهدف مواقع عسكرية ونووية حساسة داخل الأراضي الإيرانية. الضربة، التي وُصفت بأنها الأقوى منذ عقود، طالت منشآت في نطنز وتبريز وخرداب، وأسفرت عن دمار كبير وسقوط عشرات القتلى، بينهم قيادات عسكرية وعلماء نوويون.
كتب: زبير. ف
ضربة إسرائيلية مركزة
وفق مصادر أمنية غربية، استهدفت الغارات الجوية والطائرات المسيّرة الإسرائيلية منشآت نووية ومخازن صواريخ ومراكز قيادة في الداخل الإيراني. وجاء الهجوم عقب تسريبات استخباراتية أفادت بأن إيران باتت قاب قوسين أو أدنى من إنتاج سلاح نووي متكامل. وتحدثت التقارير عن مقتل أكثر من 70 شخصاً، بينهم مسؤولون رفيعو المستوى في الحرس الثوري، بالإضافة إلى أضرار جسيمة بالبنية التحتية العسكرية.
طهران تتوعد بالرد القاسي
الرد الإيراني لم يتأخر، إذ أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية إطلاق عشرات الطائرات المسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية، وأكدت اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية للغالبية منها. المرشد الأعلى علي خامنئي صرّح بأن “إسرائيل ستدفع ثمناً موجعاً”، مضيفًا أن “الهجوم تجاوز الخطوط الحمراء وسيتم الرد عليه دون هوادة”.
وزارة الخارجية الإيرانية بدورها حملت الولايات المتحدة المسؤولية السياسية والأخلاقية عن الضربة، خاصة في ظل دعم واشنطن العسكري لإسرائيل، وإن نفت الأخيرة أي مشاركة مباشرة في العملية.
الموقف الدولي: دعم وتحذير
المجتمع الدولي انقسم بين مؤيد للخطوة الإسرائيلية بدعوى حماية أمنها القومي، ومطالب بضبط النفس لتجنب اندلاع حرب إقليمية. فرنسا وبريطانيا أعربتا عن “تفهمهما للمخاوف الإسرائيلية”، فيما دعت روسيا والصين إلى وقف فوري للتصعيد وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة.
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب علّق على الحدث قائلاً: “على إيران أن تعود للمفاوضات، فالبديل سيكون أسوأ بكثير”. وأكد أن الولايات المتحدة “لن تقف مكتوفة اليدين إذا هُدد أمن إسرائيل أو حلفائها في الخليج”.
دوافع إسرائيلية وخلفيات التصعيد
تأتي العملية بعد أسابيع من تصاعد حدة التوترات بين الطرفين، تخللها تبادل تهديدات علنية وهجمات سيبرانية متبادلة. ويرى محللون أن إسرائيل تهدف إلى تقويض المشروع النووي الإيراني ومنع طهران من الوصول إلى مرحلة امتلاك قنبلة نووية، إلى جانب وقف تطوير صواريخ بعيدة المدى أعلنت عنها إيران مؤخرًا مثل “قاسم بصير”، التي يبلغ مداها أكثر من 1200 كيلومتر.
كما يُعتقد أن توقيت الضربة جاء استباقيًا، قبل أن تنجح إيران في تحصين منشآتها بشكل أكبر، وبعد رصد نشاط غير معتاد في مفاعل فوردو ومواقع عسكرية أخرى.
سيناريوهات قادمة: المنطقة على حافة هاوية
• رد إيراني مباشر وموسع: من المحتمل أن ترد طهران عبر هجمات سيبرانية أو صاروخية على قواعد أميركية في العراق وسوريا، أو حتى عبر أذرعها كحزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن.
• توسيع إسرائيل لضرباتها: قد تعمد إسرائيل إلى تنفيذ ضربات إضافية لإجهاض أي قدرات إيرانية على الرد، وربما تشمل أهدافًا في سوريا والعراق.
• دخول لاعبين إقليميين: احتمال تورط أطراف إقليمية في النزاع يثير مخاوف من حرب شاملة قد تشمل الخليج العربي، في ظل تحذيرات من اضطرابات محتملة في سوق الطاقة وارتفاع أسعار النفط.
اقتصاد الطاقة: السوق يتفاعل
في الساعات التي تلت الضربة، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنحو 6٪، وسط مخاوف من تأثر الإمدادات في حال تصعيد الصراع إلى مضيق هرمز أو منشآت التكرير الخليجية. المحللون في الأسواق العالمية يحذرون من تأثيرات فورية على الاقتصاد العالمي إذا استمر التصعيد.
الشرق الأوسط أمام اختبار خطير
تُعتبر عملية “الأسد النابض” تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، وتفتح الباب على مصراعيه أمام مواجهة إقليمية قد تتدحرج سريعًا إلى حرب مفتوحة. وبينما تسعى بعض الأطراف الدولية للتهدئة، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في منطقة تعيش على حافة الانفجار.












