الشرق على حافة البركان

0
1304
  • تصعيد إيراني-إسرائيلي يهدد بإشعال مواجهة إقليمية مفتوحة

أنا الجزائر – في الوقت الذي تزداد فيه الأزمات الإقليمية تعقيدًا في الشرق الأوسط، تواصل العلاقات المتوترة بين إيران وإسرائيل انحدارها نحو مواجهة مباشرة قد تُشعل المنطقة بأكملها. بين ضربات عسكرية متبادلة، وتهديدات سياسية متصاعدة، وحروب استخباراتية تدور في الخفاء، يبدو أن “الردع المتبادل” بات على وشك الانهيار.

  • كتب: زبير. ف

من حرب الظل إلى المواجهة العلنية

لسنوات طويلة، اتبعت طهران وتل أبيب أسلوب “حرب الظل” — اغتيالات، هجمات إلكترونية، غارات جوية في سوريا، وعقوبات اقتصادية مضادة. لكن منذ أبريل 2024، ومع التصعيد الذي شهدته المنطقة بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق بالطائرات المسيّرة والصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، باتت الأمور تخرج عن هذا الإطار المحسوب.

ردّت إسرائيل سريعًا بغارات جوية استهدفت مواقع عسكرية داخل إيران للمرة الأولى بشكل مباشر وعلني، ما فتح الباب لاحتمال انزلاق الأمور نحو حرب إقليمية.

الجبهات تتعدد… والرسائل تتقاطع

ما يزيد الوضع تعقيدًا هو تعدد الجبهات المرتبطة بالصراع:

في لبنان: حزب الله، المدعوم من طهران، يكثف عملياته ضد الشمال الإسرائيلي، وسط توقعات بتوسيع الجبهة.

في سوريا: الضربات الإسرائيلية تستهدف بانتظام قواعد إيرانية ومخازن سلاح.

في العراق واليمن: مليشيات موالية لإيران تشارك في تهديد الملاحة الإقليمية، وتدعم الرسائل التصعيدية.

أما في الداخل الإيراني، فرغم الضغوط الاقتصادية والعقوبات الغربية، فإن النظام يواصل الاستثمار في قدراته الصاروخية والنووية، فيما تعتبر إسرائيل أن امتلاك إيران لسلاح نووي “خط أحمر وجودي”.

واشنطن بين التحذير والتردد

الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لإسرائيل، تجد نفسها في موقف دقيق. فبين دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ومحاولاتها احتواء الوضع عبر القنوات الدبلوماسية، يتهمها البعض في المنطقة بأنها لا تمارس ضغطًا كافيًا على تل أبيب، فيما يرى آخرون أنها تمنح إيران وقتًا ثمينًا لمراكمة نفوذها.

وفي ظل الانتخابات الأمريكية المرتقبة، فإن إدارة بايدن تسعى لتفادي انزلاق كبير قد يُحرجها داخليًا، دون أن تتخلى عن مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

الشارع العربي… بين القلق واللامبالاة

رغم خطورة التصعيد، تبدو الشعوب العربية، وخصوصًا في شمال إفريقيا والخليج، منقسمة بين متابعة متوترة للتطورات وموجة من اللامبالاة، نتيجة طول أمد الصراع وتشابك أبعاده مع ملفات محلية منهكة.

لكنّ خطر توسع الحرب يظل قائمًا، خصوصًا إذا استهدفت منشآت نفطية أو وقعت مواجهات مباشرة بين دول كالسعودية أو الإمارات مع وكلاء إيران في المنطقة.

إلى أين تتجه البوصلة؟

الشرق الأوسط يقف على فوهة بركان. المواجهة بين إيران وإسرائيل لم تعد مجرد احتمالية بعيدة، بل أصبحت واقعًا يتشكل بسرعة. ما لم تتدخل أطراف دولية فاعلة بثقل حقيقي لتهدئة الأمور، فقد نشهد أشهرًا ساخنة تعيد رسم خرائط النفوذ والنار في الإقليم.

المراقبون يتفقون على أمر واحد: هذا الصراع، في حال تفجّره، لن يكون مثل أي صراع سابق، ولن يقف عند حدود الدولتين فقط، بل سيفتح بوابة لعصر جديد من الفوضى أو التحولات الكبرى.

 

تابعنا على فايسبوك: “أنا الجزائر تك”

 

 

أترك تعليق