

أنا الجزائر: في كل عيد، وفي كل وليمة، تتصدر اللحوم الحمراء طاولة الجزائريين، بين الكسكسي والمرق والمشاوي. لكن خلف هذه العادة المتجذرة في الثقافة الغذائية، يختبئ خطر صحي متنامٍ لا يدركه كثيرون.
- كتب: زبير. ف
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء، خصوصاً غير المعالجة بشكل صحي، يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسرطان، وعلى رأسها سرطان القولون. ويبدو أن الجزائر ليست بمنأى عن هذه التحذيرات، في ظل ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة خلال العقد الأخير.
الدكتور عبد القادر بوصوف، أخصائي تغذية بمدينة وهران، يحذر قائلاً: “الجزائري يستهلك في المعدل أكثر من 80 كلغ من اللحوم سنوياً، وهو رقم مقلق مقارنة بالتوصيات الصحية التي تشدد على تقليل الاستهلاك الأسبوعي للحوم الحمراء إلى أقل من 500 غرام.”
وتزيد طرق الطهي التقليدية، كالشيّ على الفحم والقلي، من مخاطر هذه اللحوم، حيث تنتج مركبات كيميائية ضارة قد تسرّع من ظهور الأورام. ويضيف الدكتور بوصوف: “نلاحظ ارتفاعاً في حالات ارتفاع الكولسترول والسكري وارتفاع الضغط لدى الفئة الشابة، وهذا مرتبط بنمط غذائي غني بالبروتين الحيواني وقليل بالألياف والخضروات.”
رغم حملات التوعية المتفرقة، لا يزال الوعي الصحي لدى فئات واسعة من المجتمع محدوداً، خاصة في الأحياء الشعبية والقرى التي ترتبط فيها اللحوم بالقوة والصحة والكرم. وفي حديث مع السيدة خديجة، ربة بيت من البليدة، تقول: “لا يمكن أن نحضر الغداء دون لحم، زوجي لا يشبع إذا لم يكن هناك لحم في الطبق!”
في المقابل، بدأت بعض المبادرات المحلية في الترويج لبدائل غذائية صحية، مثل العدس والفول والسمك والدواجن، وتدريب العائلات على الطهي بطرق صحية أقل دهوناً.
تبقى اللحوم الحمراء جزءاً من الموروث الغذائي الجزائري، لكن التعامل معها بعقلانية صحية أصبح ضرورة ملحّة، لا سيما في ظل الضغوط المتزايدة على المنظومة الصحية الوطنية.
هل يمكن أن نعيد التفكير في طبقنا اليومي قبل أن يتحول إلى وصفة صامتة للأمراض؟
تابعنا على فايسبوك: “أنا الجزائر تك”