جنازة الإبراهيمي.. حضور سياسي استثنائي وعودة وجوه غابت عن المشهد

0
246

أنا الجزائر: شيّعت الجزائر، اليوم الأحد، جثمان وزير الخارجية الأسبق، الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، بمقبرة سيدي امحمد بالعاصمة، في مراسم حضرها كبار المسؤولين والسياسيين من مختلف الميادين والتيارات، تكريما وتقديرا لرجل كرّس حياته للفكر والسياسة والإصلاح الوطني.

  • كتبت: لميس الجزائري

الجنازة جمعت شخصيات رسمية وسياسية حالية وسابقة، من جميع الأطياف والمشارب، بما في ذلك وزير الخارجية أحمد عطاف، المدير العام للأمن الوطني محمد بداوي، ووالي الجزائر عبد النور رابحي، إلى جانب إطارات سامية من وزارة الدفاع الوطني.

وشهدت المراسم حضور سياسيين بارزين غابوا عن المشهد لفترات طويلة، من بينهم رؤساء الحكومة الجزئرية السابقين مولود حمروش، علي بن فليس، عبد العزيز بلخادم، ووزيرا الخارجية السابقان رمطان لعمامرة وعبد القادر مساهل، إضافة إلى الوزير الأول الأسبق أيمن بن عبد الرحمان، وذلك في لحظة استثنائية جمعت الكل ووحدتهم حول تكريم الراحل.

كما حرص وزراء وشخصيات سياسية متقاعدة على حضور الجنازة رغم الظروف الصحية، من بينهم الوزير الأسبق دحو ولد قابلية، والمدير العام للأمن الوطني الأسبق مصطفى لهبيري، في مشهد جسّد الاحترام والتقدير العميق لشخصية أحمد طالب الإبراهيمي.

وشكّلت الجنازة أيضًا مناسبة لاستذكار مآثر الراحل ومواقفه الوطنية خلال مراحل مختلفة من تاريخ الجزائر، قبل الاستقلال وبعده، وخلال التسعينيات، حيث ساهم في إدارة الأزمات الأمنية عن طريق الحوار والتوافق.

رئيس الجمهورية يشيد بمناقب الراحل

وعلى الصعيد الرسمي، بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رسالة تعزية إلى عائلة الفقيد، مشيدًا بمناقب الراحل ومسيرته الحافلة، مؤكدًا أنه جمع بين الحكمة السياسية ورصانة الفكر والالتزام الوطني، وأن الجزائر فقدت باسمًا بارزًا من الشخصيات الوطنية المرموقة.

من هو أحمد طالب الابراهيمي؟


الراحل أحمد طالب الإبراهيمي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 93 عامًا، يُعد أحد أبرز رموز الجزائر المستقلة، مستلهمًا إرث والده العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي في الإصلاح والاعتدال، وكرّس حياته لبناء الدولة الوطنية.

ولد الإبراهيمي في 5 جانفي 1932، وحصل على شهادة جامعية في الطب، قبل أن ينخرط في العمل الوطني عبر الاتحاد الديمقراطي لأحباب البيان، والتحق بفيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا، ليصبح لاحقًا ممثلًا للحكومة المؤقتة بالقاهرة.

وبعد الاستقلال، تقلّد الراحل مناصب وزارية عديدة، شملت وزير التربية الوطنية، ووزير الإعلام والثقافة، ثم وزير الخارجية، إضافة إلى منصب وزير مستشار للرئيسين هواري بومدين والشاذلي بن جديد، مسجلاً بذلك مسيرة غنية بالإسهامات الوطنية والفكرية.

ودفن الراحل في مقبرة سيدي امحمد، وهي ذات المقبرة التي وُري فيها جثمان والده، العلامة محمد البشير الإبراهيمي، ليكتمل المشهد الرمزي لعائلة لعبت دورًا بارزًا في تاريخ الجزائر السياسيوالديني والثقافي.

 

تابعنا على فايسبوك: “أنا الجزائر تك”

 

أترك تعليق