
قصة “الحراقة الصغار”: سبعة أطفال يسرقون قاربًا ويصلون إلى إسبانيا أحياء

رحلة محفوفة بالمخاطر تكشف هشاشة الطفولة في الجزائر وتطرح أسئلة مؤلمة عن المستقبل
أنا الجزائر: في واقعة هزّت الرأي العام الجزائري، تمكن سبعة أطفال من تنفيذ مغامرة محفوفة بالمخاطر بعدما أقدموا على سرقة قارب تقليدي في إحدى المناطق الساحلية، لينطلقوا به نحو الضفة الشمالية للمتوسط، حيث وصلوا إلى السواحل الإسبانية أحياء.
كتب: زبير. ف
القصة التي أعادت إلى الواجهة ملف “الحرقة” في الجزائر، بدت صادمة ليس لأنها مجرد محاولة للهجرة السرية، بل لأن أبطالها أطفال لم يتجاوزوا سن المراهقة، وجدوا أنفسهم في مواجهة الموج والظلام والمجهول، بحثًا عن أمل مفقود في وطنهم.
وبحسب شهادات محلية، فإن الأطفال السبعة خططوا لرحلتهم في سرية تامة، وتمكنوا من الاستيلاء على القارب في جنح الليل، قبل أن يدفعهم البحر لساعات طويلة من الخوف والتيه. ورغم قلة خبرتهم في الإبحار، إلا أن الأقدار أوصلتهم إلى السواحل الإسبانية، حيث استقبلتهم السلطات هناك وسط دهشة وتساؤلات كثيرة.
الحادثة تثير جملة من الأسئلة المؤلمة: ما الذي يدفع أطفالًا في عمر الزهور إلى مغامرة قد تودي بحياتهم؟ أين دور الأسرة والمجتمع والمدرسة؟ وكيف يمكن لمستقبل أمة أن يُبنى بينما بعض صغارها يحلمون بالهروب بأي ثمن؟
الطفولة التي يفترض أن تعيش على مقاعد الدراسة وتحت رعاية الأهل، باتت في بعض الحالات تحاول أن ترسم مستقبلها عبر البحر، في مؤشر خطير على أزمة اجتماعية واقتصادية ونفسية تتطلب حلولًا عاجلة.
هذه القصة ليست مجرد مغامرة للأطفال السبعة الذين نجوا من موت محقق، بل هي جرس إنذار يفرض على الجميع، دولة ومجتمعًا، أن يتوقفوا طويلًا أمام واقع الهجرة السرية، وأن يبحثوا عن بدائل تعيد الأمل وتمنح الطفولة في الجزائر حقها في الأمن والحياة الكريمة.












