ماكسيم لوبيز يفتح النقاش مجددا: من يختار “الخضر” بعد ضياع حلم فرنسا؟

0
329
  • عندما تصبح الجزائر محطة ثانية لمن فاتهم القطار

أنا الجزائر: في حوار بثته قناة “كانال بلوس” الفرنسية، أمس، أعلن لاعب باريس أف سي، ماكسيم لوبيز، استعداده لتمثيل المنتخب الجزائري في حال استدعائه، قائلاً: “إذا تلقيت الدعوة سأقبل بها، حتى لو لم تكن في كأس إفريقيا أو كأس العالم”.

  • كتب: مهدي. ب

تصريح أعاد الجدل حول مسألة ازدواجية الانتماء الكروي، وأعاد إلى الأذهان مشاهد متكررة للاعبين من أصول جزائرية لا يتذكّرون جذورهم إلا بعد أن تغلق أمامهم أبواب منتخب فرنسا، أو بعد أن يصبح حلم “الديكة” بعيد المنال.

فقبل خمس سنوات فقط، كان للوبيز تصريح مناقض عندما راح يؤكد أن مستقبله الدولي سيكون مع منتخب فرنسا، لكنه اليوم يجد نفسه في موقع مختلف، بعد أن أغلقت أمامه الأبواب وفاته القطار، وبات يبحث عن نافذة جديدة نحو الأضواء عبر قميص الجزائر، خاصة بعد أن قطعت تأشيرة المشاركة في أكبر محفل كروي، المونديال.

لا يسبتعد أن نشهد خلال الفترة القليلة المقبلة (التي تفصل عن كأس العالم) تصريحات مماثلة لتصريحات ماكسيم لوبيز، لاعب مثل مغناس أكليوش، نجم موناكو الشاب، الذي رفض دعوة “الفاف” وفضّل تمثيل فرنسا، ومع ذلك، لا يُستبعد أن يراجع موقفه مستقبلاً، كما فعل غيره من اللاعبين الذين غيّروا ولاءهم بعد تراجع حظوظهم مع فرنسا.

عدد اللاعبين الذين منحوا خيار اللعب بين فرنسا والجزائر واختاروا الجزائر طوعًا يعدّ على أصابع اليد الواحدة، على غرار كريم زياني ورياض بودبوز وسليم عراش ونبيل بن طالب، وهؤلاء كان خيارهم بين المنتخب الجزائري الأول ومنتخب فرنسا للآمال، وليس المنتخب الفرنسي الأول.

في المقابل، استفاد الكثيرون من قانون الباهاماس لتغيير جنسيتهم الرياضية بعد أن لعبوا لمنتخبات فرنسا الشبانية، ووجدوا أنفسهم خارج الحسابات في ظل المنافسة القوية على مستوى المنتخب الأول. بعضهم أدرك أن الطريق إلى فرنسا مسدود، فكان “الخضر” خيار الفرصة “الثانية”، وبعضهم الآخر لم يُدعَ حتى لمنتخباتها الشبانية، فاختار الجزائر كخيار “الفرصة الوحيدة.

لوكا زيدان، حارس ريال مدريد السابق، مثال واضح على هذا الواقع. فلم يُعرف عن نجل الأسطورة، طيلة مسيرته أي تصريح حول أصوله الجزائرية، ولم يُبدِ أي انتماء، قبل أن يظهر لأول مرة في ندوة صحفية مع الجزائر قبيل مباراة الجزائر والصومال في وهران، مرتديًا قميص المنتخب، ليعلن بأنه فخور بتحقيق أمنية “جده”، الأمنية التي سيحققها شقيقه الياس لاعب المنتخب الفرنسي تحت 20 سنة في حال لم يوفق في الوصول للمنتخب الفرنسي الأول.


وعلى المنوال ذاته، جاء تصريح أخير من إبراهيم مازة، اللاعب الواعد لنادي بايرن ليفركوزن ، قائلاً بلهجة مازحة لكنها حملت الكثير من الصدق عندما تم سؤاله حول اختياره للجزائر على حسب ألمانيا: “لم يكن لدي أي فرصة للعب مع ألمانيا في ظل وجود نجوم مثل موسيالا وفيرنير”. جملة تختصر واقع كثير من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يجدون في الجزائر منفذًا دوليًا بعدما أُغلقت الأبواب في أوروبا والأمثلة كثيرة ومنها حالة حسام عوار.

ولا يمكن الحديث عن هذا الملف دون التوقف عند من كانت لهم الشجاعة في إعلان موقفهم الصريح، مثل ياسين عدلي لاعب ميلان سابقا، الذي أكد مرارًا أنه فرنسي الهوية والانتماء، وأنه لا يفكر إطلاقًا في تمثيل الجزائر، وقبله رومان حمومة، نجم سانت إيتيان السابق، الذي رفض عروضًا متكررة من الفاف، مبررًا قراره بأنه فرنسي ولا يشعر بالانتماء للجزائر رياضيًا.

منتخب فرنسا كان دائمًا المستفيد الأكبر من اللاعبين مزدوجي الجنسية لعوامل كثيرة ومتعددة ، فحصد أفضل المواهب ذات الأصول الجزائرية من بن زيمة إلى ناصري إلى مايكل أوليز ومنهم من خطفه في اللحظات الأخيرة، كما حدث مع نبيل فقير، الذي انقلب على الجزائر في آخر لحظة بعد أن كان أعلن للناخب الوطني الأسبق كريستيان غوركوف موافقته النهائية، قبل أن يقوم بذلك التحول المفاجئ في ظرف ساعات فقط ، وينظم لتشكيلة المدرب ديدي ديشان.

وفي خضم هذا الجدل، كان للهداف التاريخي للمنتخب، إسلام سليماني، مؤخرا، موقف صارم من هذه القضية، مؤكدا أن ارتداء قميص المنتخب الجزائري يجب أن يكون “شرفًا” لا “اختيارًا” ثانوياً. وقال سليماني في تصريحات سابقة لـ”الخبر” بخصوص تردد زميله السابق في ليون اللاعب الحالي لمانشتر سيتي، ريان شرقي: “إذا استُدعي اللاعب مرة واحدة للمنتخب الجزائري وطلب وقتًا للتفكير أو رفض الدعوة، فلا يجب استدعاؤه مرة أخرى أبداً”. وأضاف: “من يتربى في بلد مثل فرنسا ويجد نفسه فيه، فليختر فرنسا. أما من يشعر بالانتماء الحقيقي للجزائر، فعليه أن يختارها من القلب دون تردد”.

وفي تصريحه الأوضح حول المفاضلة بين المنتخبين، قال سليماني: “الذي يحتاج وقتًا ليقرر بين الجزائر وفرنسا، فليذهب إلى فرنسا، لأن اللعب للخضر لا يحتاج إلى تفكير، بل إلى قناعة وشرف”.

تصريحات تعكس موقف شريحة واسعة من الجزائريين الذين يرفضون أن تكون الجزائر وتمثيلها خيارا ثانويا أو محطة ثانية لمن فاتهم القطار.

 

تابعنا على فايسبوك: “أنا الجزائر تك”

أترك تعليق