إذا كان “تيك توك” و”سناب” لا يضران الأطفال.. فليثبتا ذلك

0
281
  • لا يمكن منع الأطفال من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لكن يمكن تعزيز الشفافية حول تأثيرها عليهم

حذّر الجراح العام للولايات المتحدة، فيفيك مورثي، من أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون مضرة بأبنائنا. يعد تقريره عن وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة خارطة طريق مرحب بها توضح للجميع – صناع السياسة، وشركات التكنولوجيا، والآباء، والأطفال، والباحثين – ما الذي يفترض فعله لفهم تأثير منصات مثل “تيك توك”، و”إنستغرام”، و”سناب تشات” على العقول المتطورة للمراهقين فهماً أفضل.

معرفتنا بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في هذه المرحلة الحرجة من التطور تتسم بفجوات كبيرة، لذا ركزت العديد من توصيات مورثي على سد هذه الفجوات، وبينما يقدم تقريره أيضاً نصائح للآباء والمعلمين وحتى الأطفال أنفسهم، فإن التوصيات الأكثر إلحاحاً ينبغي للشركات وحدها أن تأخذ زمام المبادرة فيها.

يود مورثي أن يرى الشركات تستحدث مجالس استشارية علمية لتوجيه التصميم الآمن للمنتجات، ولتتفاعل سريعاً إذا ظهر أي دليلٍ على الضرر، ولتفعل المزيد فيما يخص فرض الحدود الدنيا للسن. كذلك، يتعين على الساسة، الذين تخبطت مساعيهم لكبح وسائل التواصل الاجتماعي عبر حظرٍ غير دستوري، أن يبحثوا عن أنواعٍ من التوصيات الواقعية حول تصميم واستخدام هذه المنصات.

دعوة للشفافية ومشاركة البيانات

إحدى التوصيات التي لاقت صدى بشكل خاص كانت دعوة مورثي إلى الشفافية. فهو يريد من شركات التكنولوجيا “مشاركة البيانات المرتبطة بالتأثير الصحي لمنصاتها مع باحثين مستقلين وعامة الناس في الوقت المناسب، وبطريقة مفصلة تفصيلاً كافياً تحمي الخصوصية”. من ناحية أخرى، يجب على المشرعين ضمان فعل الشركات ذلك.

مؤخراً، قال لي ميتش برينشتاين، عالم النفس وعالم الأعصاب الذي يدرس التفاعلات الاجتماعية للمراهقين في جامعة نورث كارولينا، إن الشركات تحرص على توظيف علماء نفس في البرامج والمختبرات، لكننا لا نعرف ماذا يفعلون وما المعلومات التي لديهم.

بالنظر للكم الهائل من البيانات التي تُجمع من الشركات والتركيز الشديد على تأثير الخوارزميات الخاصة بها، فلن يكون مفاجئاً إذا كانت شركات التواصل الاجتماعي تجرب وتدرس بالفعل كيف تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وتؤثر على مجموعات معينة من الأطفال. سيحصل الباحثون الأكاديميون مثل برينشتاين على الكثير من البيانات التي يجمعونها.

على سبيل المثال، هل يسألون ماذا يحدث عندما يرى الأطفال أنواعاً معينة من المنشورات أكثر أو يرون المنشورات بترتيب مختلف؟ هل يقومون بتجربة ما يحدث عندما يرى الأطفال إعجابات أكثر أو أقل؟

يقول برينشتاين إن كل ذلك يمكن أن يخبرنا بالكثير عن ردود أفعال الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي والسلامة العامة عند استخدامها.

مع ذلك، المنتقدون قد يرون تحذير مورثي مجرد إثارة للذعر الأخلاقي من التكنولوجيا الجديدة وأحدث فصل في تاريخ طويل من الذعر حول كيفية تأثر أدمغة الأطفال وسلوكهم من تغير الأعراف الثقافية، مثل، التحذيرات السابقة بشأن العنف على التلفاز أو في ألعاب الفيديو.

منصات التواصل الاجتماعي تهيمن على يوم المراهقين

عندما أفكر في مخاوفي بشأن وسائل التواصل الاجتماعي والأطفال، استوقفت نفسي أكثر من مرة لأسأل عمَّا إذا كنت أعاني من لحظة تيبير غور التي اشتهرت بإثارة الهستيريا بسبب مخاطر تعريض الأطفال للموسيقى أو الأفلام الفاضحة (انطلقت حملة بعد أن اشترت لابنتها البالغة من العمر 11 عاماً ألبوم “Purple Rain” للمغني والممثل الأميركي برنس، والتي تصفه كاتبة مقال الرأي هذا بأنه واحد من أفضل الألبومات التي أُنتجت على الإطلاق والذي أسمعته مرات عديدة لابنتها البالغة من العمر 11 عاماً).

لكن على عكس أغنية أو مشهد في فيلم ما، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تتغلغل في يوم المراهق. ويتواجد كل مراهق في الولايات المتحدة تقريباً حوالي 95%، على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشير التقرير إلى أن ثلث المراهقين أفادوا باستخدامها باستمرار تقريباً. أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، فإن 40% منهم مستخدمين.

وحتى أولئك الذين ليسوا مشاركين نشطين هم بالتأكيد مشاركون سلبيون، فالآباء مثلي الذين رفضوا استخدام أطفالهم في هذا السن وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف يعرفون أنه حتى عندما لا يكون لدى أطفالهم حساب “تيك توك” خاص بهم، فهم بالتأكيد يشاهدونه في مناطق اللعب أو بعد المدرسة.

سؤال مهم لم يجب عنه

هذا الوابل المستمر من المحتوى قد يتضمن التعرض لمواد قد يجدها بعض الآباء إشكالية، مثل مقاطع الفيديو التي تشجع على الانتحار أو اضطرابات الأكل، وربما بشكل أعمق، قد يغير الطريقة التي يتواصلون بها مع البشر الآخرين. يشير تقرير الجراح العام إلى أن أحد الأسئلة المهمة التي لم يُجَب عنها هو كيف يؤثر التفاعل عبر الإنترنت مقابل التفاعل الشخصي على الصحة العقلية للأطفال، وعلى وجه الخصوص، مشاعر الترابط أو العزلة لديهم.

في النهاية، يرفع التحذير علماً أحمر ليس بشأن ما نعرف أنه خطير، ولكن حول كل ما لا نعرفه حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نمو المراهقين، وكمجتمع، لدينا الحق في معرفته. وهو بمثابة دعوة للحصول على بيانات جيدة، فما الضرر في ذلك؟

بدون تلك البيانات، سيُترك الآباء والمشرعون يتساءلون لماذا لا تشارك شركات وسائل التواصل الاجتماعي الدليل ببساطة، إذا كانت واثقة من أن منتجاتها ليست ضارة.

تابعنا على فايسبوك: “أنا الجزائر تك”

أترك تعليق