الصحراء الغربية.. موقف الحزب الشعبي الإسباني يُزلزل أركان المخزن

0
634
  • بعد دعوته جبهة البوليساريو إلى مؤتمره الحادي والعشرين

أنا الجزائر: من خلال دعوة جبهة البوليساريو لحضور مؤتمرها، نهاية الأسبوع الفارط، ردّ حزب المعارضة الإسباني، الحزب الشعبي، الاعتبار للموقف الأولي لإسبانيا، وهو احترام القانون الدولي والمطالبة بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي.

  • كتب: مهدي. ب

وقد زلزل هذا الموقف أركان نظام المخزن، الذي لم يتأخر جهازه الدعائي في وصف الحزب الشعبي الإسباني بأنه معاد للمغرب، لأنه دعا جبهة البوليساريو إلى مؤتمره الحادي والعشرين، واحترم إرادة مناضليه المُعادين لاصطفاف بيدرو سانشيز وحزبه، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، مع موقف المحتل المغربي.

وقال كارميلو باريو، المتحدث باسم الحزب الشعبي في البرلمان الباسكي، على موقع التواصل الاجتماعي إكس، تويتر سابقا، “لقد مددنا يدنا إلى هذا الشعب الصحراوي الشقيق”.

وينص القرار الذي تمت الموافقة عليه في المؤتمر على وضع علاقات مدريد مع الجزائر والرباط على قدم المساواة، إذا وصل الحزب الشعبي إلى السلطة، مع إعادة التأكيد على الطابع الإسباني لسبتة ومليلية.

وراحت إحدى وسائل الإعلام الدعائية للمخزن تقول “لقد تبنى الحزب الشعبي موقفا معاديا للمغرب في محاولة لإظهار معارضته لدعم الحكومة الإسبانية لمقترح الحكم الذاتي المغربي “للصحراء”، وكذلك لإحراج الاشتراكيين وزعيمهم بيدرو سانشيز”.

فضائح الفساد

بات الحزب الشعبي، بقيادة ألبرتو نونيز فييجو، أقرب إلى العودة إلى السلطة، مستغلاً فضائح الفساد التي ضربت سمعة الحزب الاشتراكي الإسباني، والذي أصبح منذ انقلاب بيدرو سانشيز في مارس 2022، ورسالته الشهيرة، بيدقا في خدمة المخططات التوسعية للمخزن جراء تأثير فضيحة التجسس التي كان بيدرو سانشيز وزوجته ووزراء داخليته ودفاعه ضحايا لها، فضلاً عن المسؤول الأول لجهاز المخابرات الإسبانيCNI .

حتى أن الحزب الاشتراكي الإسباني أصبح محامي نظام المخزن داخل المؤسسات الأوروبية، مما حرم جبهة البوليساريو من المنصات للمطالبة بتنفيذ قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في 4 أكتوبر 2024.

علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن نظام المخزن قد أخرج بيادقه في الدعاية من أمثال بيدرو ألتاميرانو، رئيس التحرير السابق لصحيفة “لا هورا دي أفريكا”، على منصة إكس. ويتعاون هذا الأخير منذ سنوات مع أجهزة المخابرات المغربية، مدفوعا بمصالح اقتصادية ورغبة في الشهرة، بحسب التقرير C/6387 للمركز الوطني للاستخبارات الإسبانية بتاريخ 24 جوان 2021، والذي نشرته صحيفة “إل باييس”.

وقد يكون من بين مصادر استياء السلطات المغربية المسلسل الوثائقي القصير المرتقب بعنوان “جزيرة برسيل، الحرب التي لم تحدث”، الذي يتناول المواجهة التي دارت في جويلية 2002 بين إسبانيا والمغرب على الجزيرة الصغيرة، والتي احتلها المغاربة لمدة أسبوع قبل أن تطردهم القوات الإسبانية.

ولم نتمكن من مشاهدته بعد، لكن من المقرر أن يتم بثه يوم الخميس 10 جويلية، والذي بات حديث الصحافة المغربية.

هذا المسلسل، الذي أنتجته شركة “إل تيرات”، يُقدّم بشكل رئيسي الرواية الإسبانية لهذا الصراع، أو من خلال عيون بعض أبطاله.

ولم يرغب أي مسؤول مغربي آنذاك في إجراء مقابلة، ربما لأن قرار الاستحواذ على جزيرة “برسيل” اتُخذ في القصر الملكي، الذي لا يزال يمنع أي نقاش حول هذا التحرك الفاشل.

تابعنا على فايسبوك: “أنا الجزائر تك”

أترك تعليق