سعر الكيلوغرام من الدجاج يطير إلى 500 دينار

0
708
  • حملة لمقاطعة شراء الدجاج تدعو إليها منظمة حماية المستهلك
  • متخصصون أرجعوا التهاب أسعار اللحوم البيضاء إلى ندرة الصيصان وارتفاع سعر “الكتكوت”
  • سعر الكتكوت وصل إلى 170 دينار.. وعزوف صغار المربين عن نشاط تربية الدجاج اللاحم

عرفت أسعار اللحوم عبر ولايات الوطن ارتفاعا جنونيا ومفاجئا، حيث تراوح سعر الكلغ من الدجاج بين 470 و 500 دج للكلغ، فيما وصل سعر “السكالوب” إلى  750 دينار، بسبب عدة عوامل، منها تقلص نشاط إنتاج الدجاج اللاحم.

وعن أسباب الارتفاع المفاجئ لأسعار اللحوم البيضاء، أوضح رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدواجن اللاحم، مراد بلحسن، بأن السبب الرئيسي هو عزوف صغار المربين عن تربية الدجاج اللاحم، والذين يشكلون 70 ٪ من الإنتاج الوطني، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف خلال السنة الماضية، وكذلك عدم استفادة غالبية المربين الصغار من اتفاقية تزويدهم بالأعلاف وبأسعار مناسبة، رغم اتفاق وزارة الفلاحة وغرفة الفلاحة والمربين، وبقاء أسعار الأعلاف مرتفعة في الجزائر، بالرغم من تهاويها في السوق العالمية، وكذلك ارتفاع تكاليف النشاط، آخرها سعر الصيصان هذه الأيام، والذي قفز سعره لأول مرة إلى 170 دج بسبب ندرتها، بعدما كان لا يتعدى سعره 50 دينارا.

وفي نفس السياق، أكد بعض منتجي “الصيصان”، أن ارتفاع أسعارها يعود بالدرجة الأولى إلى وباء فيروسي أصاب أمهات الدواجن، وأدى إلى نفوق عشرات الآلاف من أمهات الدواجن في ولاية الجلفة وبعض الولايات الشرقية، التي تعدّ المموّن الرئيسي لمختلف مربي الدواجن على المستوى الوطني.

كما أن ارتفاع أسعار الأعلاف وعزوف مربي الدجاج اللاحم عن نشاطهم، أدى كذلك إلى هجرة بعض مربي أمهات الدواجن وعزوفهم عن نشاطهم بعد الخسائر الكبيرة في الثلاثي الأول، أين وصل سعر الكتكوت بين 10 و 20 دج، مما تسبب في ندرة الصيصان، في حين، أكد مراد بلحسن، بأن كل هذه المبررات واهية، وأن أمهات الدواجن متوفرة، وارتفاع سعر الصيصان في الأسواق هذه الأيام بسبب الإقبال عليها لتوفير إنتاج الدجاج تزامنا مع موسم المولد النبوي الشريف، وكذلك المضاربة في تجارة الصيصان من كبار المنتجين، من خلال إنتاج كميات قليلة للحفاظ على الأسعار الحالية وضمان ربح أكثر، وأن أمهات الدواجن متوفرة محليا لكل من سلالتي “إيفصاصي” و”لاروبور”، والتي تمثل 40 ٪ من إنتاج الصيصان، أما سلالة “لاكوك “، والتي يتم استيرادها من الخارج، فيتحكم أربعة مستوردون فيها، ومع ذلك، فإن المشكلة ليست في أمهات الدواجن، إنما في تنظيم السوق وارتفاع سعر تكلفة هذا النشاط الذي يدفعه المربي الصغير والمستهلك.

وفي الأخير، أكدت مصادر موثوقة، بأن الديوان الوطني للحوم البيضاء وبعض المستوردين، فكّروا في استيراد 10 ملايين بيضة مخصّبة لإنتاج أمهات الدواجن، لكن باحتساب الضريبة بنسبة 58 ٪ تجعل سعره يصل للجزائر في حدود 140 دج.

خليه يربي الريش!

أطلقت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، حملة وطنية لمقاطعة شراء الدجاج، بعدما وصل سعره لحدود 500 دج للكلغ، وحملت الحملة شعار “خليه يربي الريش”.. وحثت المنظمة المواطنين للاستعداد للحملة ومساندتها، لعلها تساهم في خفض أسعار اللحوم البيضاء.

وتفاوتت آراء المواطنين بشأن حملة المقاطعة، فكثيرون رحبوا بها، باعتبارها الحل الوحيد والأوحد لكسر الأسعار في الجزائر، خاصة وأنّ اللحوم البيضاء، تعتبر مواد استهلاكية سريعة التلف، ولا يمكن إبقاؤها في المحل لأكثر من يوم أو يومين، فيما تساءل آخرون، عن عدد السلع والمنتجات التي تستحق المقاطعة لغلاء أسعارها وتجاوزها الحد المعقول بعدما زادت أسعارها جميعا، متسائلين “احترنا ماذا نقاطع وماذا نستهلك؟ فظاهرة غلاء الأسعار بين الفترة والأخرى صارت عادة في الجزائر”.

ويتخوف المقاطعون، على حد تعبيرهم، من سلوك البقية، والذين يحلو لهم الشراء والتزاحم كلما ارتفعت الأثمان، وهم المتسببون دوما في كسر حملات المقاطعة، حيث يلجأون لسياسة شراء كمية أكبر وتخزينها لوقت الأزمة !!.

وفي الجهة المقابلة، ندّد المربون والفلاحون، بإطلاق حملة المقاطعة، معتبرين أن الإشكال في الموضوع، هو ارتفاع أسعار الأعلاف والصيصان وأدوية الدجاج، و”من غير العادل أن يتحمّل الفلاح خسارة، لا دخل له فيها “.

أترك تعليق