الرقمنة والذكاء الاصطناعي يغيران طرق عملنا… دقة واختصار للوقت، لكن!

0
2370
  • الشركات الناشئة تستعين بمزايا الذكاء الاصطناعي لخلق الإبتكار وثورة تكنولوجية في مجالات متعددة
  • الجامعات تنجب إبتكارات ومشاريع تفوز عالميا وترفع راية الجزائر عاليا بفضل الإبداع والذكاء الاصطناعي
  • رواد الرقمنة والذكاء الاصناعي في الجزائر: خبراء يراهنون على تأهيل المؤسسات لمواجهة تحديات المستقبل
  • المدرسة العليا للذكاء الاصناعي.. هؤلاء هم العقول المبتكرة 
  • تطوير المواقع والتطبيقات.. اختصار للوقت بفضل الذكاء الاصطناعي
  • حماية البيانات والمعطيات الشخصية… نقطة نظام في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي

يقول ابن خلدون، رائد علم الاجتماع: “إن التاريخ في ظاهره لا يزيد على الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق”. من هنا يُمكن ربط هذا الفكر بالنظرة العميقة للتطور في الجزائر اليوم، حيث يتجاوز التحول الرقمي مجرد تطوير تقني ليعكس تحولاً اجتماعيًا وثقافيًا. الذكاء الاصطناعي، مثلما كان “العمران” عند ابن خلدون، هو العنصر الذي يعيد تشكيل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، حيث تسعى الجزائر لاستخدامه لتسريع الرقمنة وتحسين الأداء في مجالات عدة، من الإدارة العامة إلى التعليم والاقتصاد.

 

وفي عصرنا الحالي، تُعيد الرقمنة والذكاء الاصطناعي صياغة مشهد العالم بشكل جذري، حيث أصبح الابتكار التكنولوجي ركيزة أساسية في تقدم المجتمعات. في الجزائر، يشهد هذا التحول السريع تأثيرًا واضحًا على مختلف القطاعات، من الإدارة إلى الصناعة والتعليم وفي حياتنا اليومية كأفراد. مثلما أحدثت الثورة الصناعية تغييرًا جذريًا في العالم، يُحدث الذكاء الاصطناعي والرقمنة اليوم ثورة رقمية تتجاوز الحدود التقليدية. في هذا الروبورتاج، نغوص في أعماق هذا التحول الرقمي ونستعرض كيف يُسهم في تحسين حياة الأفراد وتعزيز الاقتصاد.

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية تسهم بشكل كبير في تسهيل حياة الأفراد وتطوير القطاعات الاقتصادية في الجزائر، لا سيما في مجال إنشاء المؤسسات الناشئة. في ظل التحولات الرقمية التي يشهدها العالم، تبنت الجزائر بدورها استراتيجيات لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي لتحفيز ريادة الأعمال وخلق بيئة مواتية للشركات الناشئة.

الجزائريون وعلى اختلافهم، أصبحوا مدركين لأهمية التطور التكنولوجي، ودور الذكاء الاصطناعي في تسهيل حياتهم اليومية، مصطفى (عامل) يقول: “الذكاء الاصطناعي ساعدني كثيراً في حياتي اليومية، خاصة في العمل. الآن أستطيع استخدام التطبيقات التي تنظم وقتي بشكل أفضل وتساعدني في إنجاز المهام الروتينية بسرعة وكفاءة.”

أما مهدي (طالب جامعي): “بالنسبة لي، الذكاء الاصطناعي له دور كبير في تسهيل البحث والدراسة. تطبيقات مثل المساعدات الذكية توفر لي وقتاً كبيراً في العثور على المعلومات التي أحتاجها، مما يجعل دراستي أكثر فعالية.”

وتتحدث صونيا (تلميذة): “أحب استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعلم اللغة الإنجليزية والرياضيات. هذه التطبيقات تجعل التعلم ممتعاً وسهلاً بفضل التدريبات التفاعلية التي تقدمها.”

أما علاء (يعمل في التجارة الإلكترونية) فيقول: “في مجال التجارة الإلكترونية، الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها. يساعدني في تحليل سلوك العملاء، تقديم توصيات مخصصة، وإدارة المخزون بذكاء، مما يجعل أعمالي أكثر نجاحاً وفعالية.”

واقع وممارسات يومية.. التغيير موجود!

الأمر الواضح اليوم؛ هو أن الذكاء الاصطناعي (AI) غيّر بشكل جذري طرق العمل في مختلف القطاعات، مما جعل العمليات أكثر كفاءة ودقة. فيما يلي شهادات وآراء مواطنين وموظفين وطلبة حول تأثير الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية.

أما سليم 45 سنة، ممرض في مستشفى عمومي فيقول: “الذكاء الاصطناعي سهّل كثيرًا من عملنا، حيث أصبحت الأنظمة الذكية تساعد في تشخيص الحالات بشكل أسرع وأدق. أدوات التحليل الطبي تعتمد على الخوارزميات لتقديم تقارير سريعة، مما يُعجّل من اتخاذ القرارات العلاجية. الآن، أقضي وقتاً أطول مع المرضى بدلاً من إدخال البيانات.”


في الجامعات نفس الأمر مع كما في القطاع الصحي يحس الجميع بالتغيير والرقمنة والتطور. إيمان، طالبة ماجستير في الهندسة: “بالنسبة لنا كطلبة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من أبحاثنا. نعتمد على أدوات مثل تحليل البيانات التلقائي والمحاكاة الحاسوبية لتسريع فهمنا للمواضيع المعقدة. من دون الذكاء الاصطناعي، كانت مشاريعنا البحثية ستستغرق شهورًا طويلة.”

في حين يصرح أحمد، الطالب في علوم الحاسوب قائلا: “نستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير مشاريع التخرج، خاصة في مجالات مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغات الطبيعية. في المستقبل، أتوقع أن أعمل في تطوير تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدمين.”

أما سارة، الموظفة في البنك فتقول: “في عملي المصرفي، نعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك العملاء وتقديم الخدمات المصرفية المخصصة. هذا يقلل من الأخطاء البشرية ويجعل تجربتنا أكثر فعالية.”

حتى رجال الأعمال صاروا على يقين بأن هناك تغيرا في طرق عملهم وتسييرهم. يوسف، رجل أعمال يصرح: “أدوات الذكاء الاصطناعي ساعدتني في تحليل الأسواق والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية. أصبح بإمكاني اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة بفضل التوصيات الذكية التي تقدمها المنصات.”

في القطاع الصناعي أيضا نلاحظ التغيير. لطفي، مهندس في مصنع خاص بالرويية شرقي الجزائر العاصمة يقول: “في المصنع، أصبحنا نعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي لرصد المعدات وتحليل البيانات المتعلقة بالصيانة. هذه الأنظمة تنبهنا بشكل مسبق إذا كانت هناك مشكلة في إحدى الآلات، مما يقلل من فترات التوقف ويزيد من الإنتاجية.”

من خلال هذه الشهادات، يتضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا مهمًا في مختلف جوانب الحياة العملية والعلمية. من تسريع الإجراءات في المستشفيات، إلى تحسين تجارب العملاء في المصارف، وحتى المساهمة في إنجاز مشاريع الطلبة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا غنى عنه لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.

سبر آراء

66 بالمائة من المشاركين في التصويت على سؤال: ‏هل تستخدم الذكاء الاصطناعي وشات جي بي تي في عملك اليومي!؟؛ على حسابنا على موقع “X” تويتر سابقا يؤكدون استخدامهم للذكاء الاصطناعي وشات جي بي تي في عملهم اليومي إما بشكل دائم أو أحيانا؛ في حين يقول 33 بالمائة أنهم لا يعتمدون عليهما.

دور الذكاء الاصطناعي في تطوير وإنشاء المؤسسات الناشئة

أحد أهم الجوانب التي يسهم فيها الذكاء الاصطناعي هو تسهيل عملية الابتكار في ريادة الأعمال، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي من تحليل الأسواق، وفهم احتياجات المستهلكين بشكل أفضل، مما يساعد رواد الأعمال على تقديم خدمات ومنتجات تلبي هذه الاحتياجات. على سبيل المثال، يستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة البيانات الضخمة بسرعة وكفاءة، ما يساعد على اتخاذ قرارات مبنية على تحليلات دقيقة.

وأمام ها أنشأت الجزائر مدرسة وطنية عليا للذكاء الاصطناعي، واهتم بها حملة البكالوريا من النوابغ خصوصا بما تتيح لهم من فرص تكوين هامة في مجال الأمن السيبراني وعلم الحاسوب والذكاء والتطوير والبرمجة وعلم الروبوت.

سنة الذكاء الاصطناعي 

في هذا المنحى دائما أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر، كمال بداري، على أهمية الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي في البلاد. في عام 2023، أعلن عن “سنة الذكاء الاصطناعي” بهدف تعزيز التكوين في هذا المجال وإعداد الطلبة لمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية. الوزارة عملت على إدخال الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة منها التعليم، البحث العلمي، والتحضير للذكاء الاصطناعي، مع إنشاء مجلس علمي مخصص لهذا المجال لتعزيز التعاون مع مؤسسات ناشئة تدعم هذا التوجه.

كما شدد بداري أيضًا على ضرورة تكوين الطلاب في هذا المجال لتأسيس جيل قادر على استغلال الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، ودعم الابتكار والتكنولوجيا في الجامعة. تم إطلاق عدة منصات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية التسجيلات الجامعية ولتوجيه الطلبة الجدد. كما يتم تكريم الباحثين والطلاب المتفوقين في مسابقات دولية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما يعكس دور الجزائر المتنامي في هذا المجال على المستوى المحلي والدولي.

من هم طلبة الذكاء الإصنطناعي في الجزائر؟

التصميم.. أكبر المستفيدين من الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي

محمد، بصفته مطورًا لمواقع الإنترنت والتطبيقات في الجزائر، يمكنه الاستفادة بشكل كبير من الذكاء الاصطناعي لتسهيل عمله وزيادة كفاءته. إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة محمد في تطوير المشاريع.

من خلال التصميم الذكي، حيث أن الذكاء الاصطناعي ساعد محمد في عملية تصميم المواقع والتطبيقات من خلال أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد واجهات مستخدم محسّنة بناءً على تفضيلات المستخدمين. كما مكنته هذه الأدوات من الحصول على اقتراحات تصميم مخصصة، مما قلل من وقت التصميم وعزز تجربة المستخدم.

 

ماذا يجب أن نفعل؟

فعليا، يقدم الذكاء الاصطناعي (AI) فرصًا كبيرة لتحسين حياتنا ومهننا، لكنه يأتي أيضًا مع مخاطر وتحديات يجب معالجتها بوعي وحذر.  خصوصا وأن استعراض مخاطر الذكاء الاصطناعي على حياتنا المهنية والشخصية من طرف المختصين مستمر، لكن هناك ما يمكن فعله للتخفيف من هذه المخاطر خصوصا وأن أهما هو فقدان الوظائف بسبب الأتمتة، فأحد المخاطر الرئيسية للذكاء الاصطناعي هو استبدال الوظائف البشرية بالأنظمة الآلية. العديد من المهن الروتينية أو التي تعتمد على الأنشطة المتكررة قد تصبح غير ضرورية مع استخدام الروبوتات أو البرمجيات الذكية. على سبيل المثال، يمكن أن تحل الروبوتات الصناعية محل عمال المصانع، وتقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بأتمتة المهام في مجالات مثل المحاسبة، خدمة العملاء، وحتى بعض جوانب الطب.

ولهدا بات ضروريا اليوم إعادة التدريب والتأهيل، يجب على الأفراد تعلم مهارات جديدة تتطلب التفكير الإبداعي أو المهارات الشخصية. يوسف شعبان مدير عام شركة متخصصة في مجال أنظمة الإعلام والاتصال يتحدث عن تأهيل العمال والموظفين وضرورة الرسكلة الرقمية والتعامل مع التطور.

خبراء أيضا يعملون على وضع الشركات على سكة الرقمنة من أجل تسريع نموها ومواكبتها للتطور الحاص في كل المجالات، وهم اليوم رواد الرقمنة من خلال الخبرة المقدمة على مدار سنوات..

الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في القطاعات التقليدية

لقد شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات مثل التصنيع، الخدمات اللوجستية، الطاقة والزراعة، مما أدى إلى تحسين الكفاءة وخفض التكاليف. التحقيق يمكن أن يتطرق إلى نماذج للشركات التي تعتمد الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها مثل شركة سوناطراك في قطاع النفط والغاز، أو شركات التكنولوجيا الناشئة.

لكن مع كل هذه الفوائد تأتي تحديات كبيرة. بالنسبة للشركات، ستكون المشكلة الرئيسية هي العثور على موظفين قادرين على التعامل مع الذكاء الاصطناعي أو تدريب موظفيها الحاليين لاستخدامه بشكل فعال.

مختصون وخبراء أصبحوا يسابقون الزمن لمنح فرص رقمنة الشركات، تحدثنا معهم، وهم جلال بوعبد الله، وسليم شرفاوي ونزيم سيتي. الذين يؤكدون على أن الشركات التي تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي دون إعداد موظفيها قد تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ هذه التقنيات.

 

 

مطورون للمحتوى يستعينون في شركاتهم الناشئة على مزايا الذكاء الإصناعي

كما أثبت الذكاء الاصطناعي أنه أداة قوية في تسهيل صناعة المحتوى والتسويق الرقمي، حيث يُمكّن المسوقين والمبدعين من تحسين جودة الإنتاج والوصول إلى الجمهور المستهدف بكفاءة عالية. بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح من السهل إنشاء محتوى مخصص، تحليل بيانات السوق، وتوجيه الحملات التسويقية بشكل دقيق. كما ساهم الذكاء الاصطناعي في تبسيط تعلم اللغة الإنجليزية من خلال تقديم برامج تعليمية ذكية، تتيح تجربة تعلم مخصصة حسب مستوى المستخدم واحتياجاته. هذا التقدم التكنولوجي يجعل العملية التعليمية والتسويقية أكثر فعالية وسلاسة، مما يمهّد لمستقبل رقمي أكثر تميزاً.

إيمان موزاوي | مؤسسة الشركة الناشئة golexy

“إيمان” تستعين بالذكاء الاصطناعي لتعليم اللغة الإنجليزية للغير، حيث تستخدم أدوات وتقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تعليمية مخصصة، تتيح للمتعلمين تحسين مهاراتهم اللغوية بطريقة فعالة وسلسة. تساعد هذه الأدوات في تكييف الدروس بناءً على مستوى المتعلم، وتقديم ملاحظات فورية، مما يسهم في تسريع وتيرة التعلم وتحقيق نتائج ملموسة بشكل أسرع.

الحاج شيخاوي | مؤسس الشركة الناشئة steppos

الحاج شيخاوي يستخدم الذكاء الاصطناعي في تسويق الشيكات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينظم حملات إشهارية تستهدف الفئات المناسبة من الجمهور. بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، يتمكن من تحليل البيانات وتخصيص المحتوى الإعلاني لزيادة فعالية الحملات وتحقيق نتائج أفضل. هذه الأدوات تساعده في تحسين الأداء وتوجيه الاستراتيجيات التسويقية بشكل أكثر دقة وذكاء.

المحتوى التكنولوجي.. صحافة رقمية

الصحفين المختصون في مجال التكنولوجيا يدركون حجم تسارع الاعتماد على الثورة الرقمية، وفي هذا الصدد يركز عبد الحقق مزازة المؤسسة لموثع 1001 تك، على الفرص والتحديات التي يفرضها على قطاع الإعلام وعلى كل القطاعات الأخرى. ففي مجال الصحافة، يُعزز الذكاء الاصطناعي قدرة الصحفيين على تحليل البيانات وإنتاج الأخبار بسرعة فائقة. على سبيل المثال، يُمكن للتقنيات الحديثة إعداد تقارير معقدة، مثل تقارير الأداء المالي، في ثوانٍ فقط، وهو ما كان يستغرق أسابيع من العمل اليدوي.

من ناحية أخرى، توجد مخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة الصحافة، خاصة فيما يتعلق بفقدان الوظائف. إلا أن البعض يرى أن الخطر الأكبر ليس فقدان الوظائف، بل انحيازات التكنولوجيا نفسها. هذا الانحياز قد يظهر في شكل سيطرة بعض الجهات أو الدول التي تُطور هذه التقنيات، مما قد يؤدي إلى تعزيز الفجوة بين الدول الكبرى والدول النامية، بما في ذلك الجزائر.

رهان الحكومة

التحول الرقمي في الجزائر يعدّ أحد الأهداف الرئيسية للحكومة الجزائرية لتحسين الكفاءة في القطاعات المختلفة، مثل التعليم، الصحة، والإدارة العامة. ويشمل هذا التحول تطوير البنية التحتية الرقمية، وتحفيز الاقتصاد الرقمي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي. ولهذا الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في هذا التحول، حيث يتم استخدامه لتحسين تحليل البيانات، تبسيط العمليات الإدارية، وتقديم خدمات ذكية للمواطنين. المبادرات التي تستهدف الذكاء الاصطناعي في الجزائر تشمل تطوير الكفاءات التقنية المحلية وتعزيز الأبحاث في هذا المجال.

دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي

صرّح ياسين وليد، وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، بأن الجزائر تولي اهتمامًا كبيرًا لدعم الرقمنة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاقتصاد الوطني. وأكد أن الشركات الناشئة تلعب دورًا أساسيًا في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي، مع التركيز على تقديم تسهيلات عديدة للشباب المبتكرين وأصحاب الأفكار الخلّاقة. كما أشار إلى الجهود المستمرة للقضاء على البيروقراطية التي تعيق تقدم هذه الشركات، بما في ذلك تطبيق قوانين جديدة مثل “المقاول الذاتي” لتسهيل إنشاء الشركات الرقمية.

الوزير شدّد أيضًا على ضرورة مواكبة التحديات التكنولوجية المتسارعة وتعزيز التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، مؤكداً أن الجزائر تمتلك إمكانيات واعدة في هذا المجال.

حماية المعطيات الشخصية في زمن الذكاء الاصطناعي

ومع انتشار هذا الاستخدام للذكاء الاصطناعي؛ بات من الضروري حماية الأفراد أيضا. لهذا يرى بشير تاج الدين، الخبير في التكنولوجيا، أن أهمية الوعي بحماية البيانات الشخصية في الجزائر، خاصة بعد إقرار القانون 18-07 الذي يهدف إلى حماية البيانات الشخصية للأفراد. وفقًا لهذا القانون، الذي تم تفعيله رسميًا في 2023، يتم ضمان أمن المعلومات التي تُجمع عن الأشخاص سواء عبر المؤسسات الحكومية أو الخاصة. يحظر القانون استخدام هذه البيانات لأغراض خبيثة مثل الاحتيال أو الجرائم، ويُلزم الجهات التي تعالج البيانات باتخاذ تدابير صارمة لحمايتها.

ويوضح تاج الدين أن القانون يمنح الأفراد حقوقًا مهمة، مثل حق الاطلاع على بياناتهم، طلب تصحيح المعلومات غير الدقيقة، وحتى الاعتراض على معالجة البيانات في بعض الحالات. كما يُفرض على الشركات الالتزام بالقانون، مع تعيين مسؤولين للإشراف على حماية البيانات، والإبلاغ عن أي خروقات أمنية. ويشدد على ضرورة رفع وعي المواطنين بشأن هذه الحقوق لتفادي الانتهاكات الرقمية وتعزيز الثقة في المنظومة الرقمية.

حاملو مشاريع في شتى المجالات بالابتكار والذكاء

من بين من تمكنوا من الاستعانة بالذكاء الإصطناعي في وضع مشاريعهم وأفكارهم الإبداعية عدد من الشباب من مختلف ولايات الوطن، جعلوا من الفلاحة والاقتصاد والخدمات همهم الوحيد.

الفلاحة بالذكاء الاصطناعي

مختار بوعزة، شاب طور مشروعه في مجال الانتاج الفلاحي من خلال الذكاء الاصطناعي، وحقق لك نتائح مبهرة يتحدث عنها بإسهاب في هذا التصريح المصور.

تعتبر ندرة المياه من أكبر التحديات في الزراعة الصحراوية. باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يمكن تطوير أنظمة ري ذكية تعتمد على تحليل البيانات البيئية مثل مستويات الرطوبة، التبخر، وتوقعات الطقس. هذه الأنظمة تساهم في ترشيد استهلاك المياه من خلال ري الأراضي فقط عندما تكون هناك حاجة فعلية، ما يساعد في الحفاظ على الموارد المائية.

وكما فعل غيره قام آدم بإنشاء شركة ناشئة تعتمد على الذكاء الإصطناعي “قريب”، وهو من فاز بجائزة في مجال الاقتصاد الأخصر والتحكم في استخدام المياه عن بعد.

وفي ها الصدد قام المهندس الفلاحي فشفوش مصطفى في تطوير مشروعه للقيام بتحديد مساحات السقي بالذكاء الاصطناعي لربح الوقت من طرف الفلاحين خصوصا قي الأراضي الفلاحية الشاسعة.

 

التسوق الذكي

تطبيق بالذكاء الاصطناعي لتسهيل العمل في الفضاءات التجارية أنجزه أحمد أمين لكحل، هو عربة تسوق ذكية ها ما يقوله عنها.

في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي محركاً قوياً يعيد تشكيل حياتنا اليومية، من خلال تسهيل العمليات وتحقيق الكفاءة في مختلف القطاعات. الابتكار المستمر في هذا المجال لا يقتصر على تحسين الإنتاجية فحسب، بل يفتح آفاقاً جديدة للشركات الناشئة، مما يُمكّنها من تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق المتطورة.

ومع التقدم السريع، يبقى الذكاء الاصطناعي عاملاً أساسياً لتحقيق مستقبل أكثر ذكاءً وإبداعاً، حيث يسهم في بناء مجتمع يعتمد على التكنولوجيا لتحسين نوعية الحياة وتحقيق تطلعات الأجيال القادمة.

وعلى رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، يبقى الحذر ضرورياً في التعامل معه. النمو السريع لهذه التكنولوجيا يتطلب وعياً بمخاطرها المحتملة، مثل انتهاك الخصوصية، التلاعب بالمعلومات، وتأثيرها على فرص العمل. من المهم وضع ضوابط وتنظيمات قانونية تضمن استخداماً مسؤولاً وآمناً للذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الجوانب الأخلاقية والاجتماعية. الحذر والوعي المستمر هما المفتاح لضمان استفادة البشرية من إمكانات الذكاء الاصطناعي دون الوقوع في فخ المخاطر التي قد ترافقه.

المفاجئ اليوم، هو أن تأثير الذكاء الاصطناعي لم يتوقف عند الوظائف التقليدية، بل امتد ليشمل الوظائف الإبداعية أيضًا. فقد أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي الآن إنتاج موسيقى، وكتابة نصوص، وتصميم الجرافيكس، وحتى إنتاج أفلام.

هذه التطورات أثارت القلق لدى العديد من العاملين في المجالات الإبداعية، خاصة المبتدئين الذين يخشون من فقدان فرصهم لصالح الآلات الذكية. وعلى سبيل المثال، استخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم الجرافيكي أصبح شائعًا بشكل متزايد، حيث يمكن للبرامج الذكية إنشاء تصاميم متقدمة في وقت قصير جدًا، مما يقلل الحاجة إلى المصممين البشر.

في النهاية، من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في تغيير سوق العمل ويطور طرق عملنا بشكل لم نكن نتخيله إطلاقا.

ز. ف

زاوية وإضاءة

تعريف ChatGPT:

ChatGPT هو نموذج ذكاء اصطناعي تم تطويره من قبل شركة OpenAI، يعتمد على تقنية معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لفهم وتوليد النصوص باللغة الطبيعية. يعتمد النموذج على معمارية GPT (Generative Pretrained Transformer)، والتي تعمل على تحليل كمية هائلة من البيانات النصية لتوليد استجابات ذكية ومنطقية استناداً إلى المدخلات التي يتم تزويده بها. ChatGPT يمكن استخدامه في مجموعة واسعة من التطبيقات مثل الدردشة التفاعلية، المساعدة في الكتابة، التعليم، وتحليل البيانات.

أرقام ومعلومات عن ChatGPT:

1. تاريخ الإصدار:

نُشر الإصدار الأول من GPT في عام 2018، لكن التطور الكبير بدأ مع إطلاق GPT-3 في يونيو 2020، ثم أتى الجيل الرابع GPT-4، الذي يتضمن تحسينات كبيرة في الفهم والاستجابة.

2. حجم البيانات:

تم تدريب GPT-3 على حوالي 570 جيجابايت من البيانات النصية المأخوذة من الإنترنت، تشمل الكتب، المواقع الإلكترونية، المقالات، وغيرها.

3. عدد المعاملات (البارامترات):

GPT-3 يتضمن 175 مليار معامل (Parameters)، مما يجعله واحدًا من أكبر نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم.

GPT-4، الذي تم إطلاقه في 2023، يتفوق على GPT-3 من حيث القدرة على التعامل مع البيانات وتحسين الدقة والتنوع، لكنه لم يُكشف علناً عن عدد المعاملات المحدد.

4. مجالات الاستخدام:

يُستخدم في عدة مجالات تشمل: خدمة العملاء، التعليم، تطوير البرمجيات، الكتابة التلقائية، المساعدات الافتراضية، التسويق الرقمي، وحتى الأبحاث الأكاديمية.

5. اللغات:

يدعم ChatGPT عدة لغات، بما في ذلك الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، العربية، والعديد من اللغات الأخرى، مما يجعله متعدد الاستخدامات عالميًا.

6. الاستثمارات:

استثمرت شركة Microsoft أكثر من 10 مليار دولار في OpenAI في بداية 2023، لتعزيز الشراكة بين الطرفين وتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي عبر المنصات السحابية.

7. التأثير الاقتصادي:

من المتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ChatGPT، القطاعات المختلفة بما يقارب 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات PwC.

ز. فاضل

شات جي بي تي يتحدث: OpenAI تطلق ميزة صوتية ثورية

في خطوة تُنذر بتحول جذري في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي، أطلقت شركة OpenAI نسخة صوتية متطورة من شات جي بي تي. هذه الميزة الجديدة لا تقتصر على مجرد الاستماع وتنفيذ الأوامر، بل تفتح الباب لمحادثات طبيعية وتفاعلية مع الذكاء الاصطناعي، متجاوزة حدود الكتابة إلى عالم الكلام الحي.

ز. فاضل

أرقام وآفاق

  • تعتبر الجزائر بيئة نامية لريادة الأعمال والشركات الناشئة، حيث زادت الاهتمامات في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة. رغم أن الأرقام الدقيقة قد تتغير باستمرار، تشير بعض التقارير والإحصاءات المتوفرة إلى أنه وفقًا لتصريحات رسمية من الحكومة، في عام 2023 تم تسجيل أكثر من 2,500 شركة ناشئة في مختلف القطاعات، بزيادة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة. معظم هذه الشركات تعمل في مجالات التكنولوجيا، الابتكار، والصناعات الرقمية.
  • عدد مشتركي الإنترنت الثابت: بلغ عدد المشتركين في خدمات الإنترنت الثابت (ADSL وFiber Optic) حوالي 4 ملايين مشترك بحلول نهاية عام 2023. تركز هذه الخدمة بشكل رئيسي في المناطق الحضرية والمدن الكبرى.
  •  عدد مشتركي الإنترنت المحمول (3G/4G): سجلت الجزائر حوالي 45 مليون مشترك في خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول (3G و4G) بحلول عام 2023. تغطي هذه الخدمات معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الريفية والصحراوية
  •  نسبة انتشار الإنترنت: تشير التقارير إلى أن نسبة انتشار الإنترنت في الجزائر قد وصلت إلى حوالي 85% من إجمالي السكان، مما يعكس تطورًا كبيرًا في البنية التحتية الرقمية في البلاد.
  • ميزانية الجزائر لعام 2024 تقدر بحوالي 113 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخ البلاد. هذه الميزانية تشمل عدة مجالات، بما في ذلك دعم التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

ز. فاضل

تابعنا على فايسبوك: “أنا الجزائر تك”

أترك تعليق